وكان هذا يعطي طمأنينه بأن العالم مكان معروف ، يمكن السيطرة عليه ، والتنبؤ به.
لكن جاءت نظرية الفوضى لتزيل ذلك الاعتقاد ، ولتستبدل الطمأنينة بالقلق من المجهول الذي لا يمكن توقعه.
كانت البداية بعالم الأرصاد “إدوارد لورينز”.
الذي كان يعمل على التنبؤ بحالة الطقس باستخدام بعض العمليات على حاسوبه عن طريق سلسلة حسابية معينة.
في يوم من الأيام ، أراد اجراء عملية ما ، فبدأ من منتصف السلسلة وليس من بدايتها – اختصارا للوقت – ففوجئ بتغيير كبير في النتيجة.
وبمراجعة العملية من أولها تبين له ان تغيير طفيف جدا ، أدى تراكمه في النهاية إلى تغيير ضخم في النتيجة.
عرف هذا بتأثير الفراشة The Butterfly Effect
“لو أن فراشة في شرق الكرة الأرضية رفرفت بجناحها ، قد يؤدي ذلك لاحقا لحدوث عواصف في غرب الكرة الأرضية”
وكان هذا تمهيدا لنظرية الفوضى Chaos Theory
هذا الوثائقي يناقش ، لماذا نظرية الفوضى مقلقة
الفيلم الوثائقي مدبلج
قناة العرض : الجزيرة الوثائقية
لقد احتارو بين أمرين:
هل العالم يسير بآلية ثابته منتظمة ، يمكن توقع تحركاتها القادمة والتنبؤ بالمستقبل ، و كل شيء يسير على ما يرام بانتظام حركة الكون الآلية؟
أم أن العالم فوضوي ، تسير فيه الاحداث بصورة عشوائية ، أقلُ تغيير فيه قد يُحدِث تأثيرا فوضويا جسيما؟
الحقيقة التي أؤمن بها كمسلم ، أن العالم يسير وفق تقدير قدره عليم خبير ، يُسيِّر الأمور فيه كما يشاء ، وبحكمة ولحكمة يراها هو سبحانه ، لا يمكننا التنبؤ بما قدره لنا ، فلا يعلم الغيب إلا هو ، وليس الأمر عشوائيا ، فكل شيء خلقه بقدر.
(قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله .. )
(ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير ومامسني السوء … )
(وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق ..)
(وكل شيء عنده بمقدار ، عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال )
