طريقة التحميل
اسطوانة صراع الحضارات وثائقيات

اسطوانة افلام BBC  الوثائقية 1

Clash of Worlds
صراع الحضارات

صراع المسيحية والإسلام أم صراع الغرب مع الشرق؟
قبل التطرق لسؤال الموضوع، لا بد أن أشير إلى أنه ظهرت سلبية معتادة لا تغيب عن البال طوال حلقات السلسلة وتتمثل بتلك المحاولة المستمرة بمعظم البرامج التاريخية التي تتطرق للوضع بالشرق الأوسط بجعل الطرفين على كفي المساواة بأحداث العنف والمجازر والقتل، وجعل الضحية والجلاد يتناصفان مسؤولية الدماء التي سقطت والأرواح التي أزهقت والأبرياء الذين ذبحوا تحت شعارات نقل الحضارة والمدنية. ويتفق القاصي والداني أن هذا مسعى مغرض وغير سوي. فلو افترضنا أن هناك من الأوروبيين والبريطانيين الأبرياء قـُتلوا في الهند والسودان وفلسطين وغيرها ظلما كما يزعمون، فما هو الذي أتى بهم لهذه الديار من مواطنهم البعيدة؟ ولماذا قتلوا أصلا بهذه الأماكن تحديدا حتى يردوا بارتكاب مجازر أشنع وأفظع مئات المرات مما لقاه مجموعة لا تتعدى العشرات منهم؟ محاولة هذه السلسلة مساواة الضحية بالجلاد لا تنطلي على أحد، وكلما استعاد البريطانيون ذكرى هذه الأحداث عادوا لنفس العصبية التي تعمي أبصارهم عن الحقيقة الأكبر، وهي أنها قوة استعمارية محتلة ظنت أنها ستفرض ثقافتها وحضارتها على هذه المواقع وتناست أنها -أي البلدان المستعمرَة- هي التي علمتهم أصول الحضارة ونقلت لهم أساس التفكير الإنساني والإخلاقي، فنحن نتحدث عن حضارات بلاد النيل ومصر والهند والشام الكبير.

هل هو صراع إسلامي مسيحي
أم صراع الغرب مع الشرق الأزلي؟ 

إن إسباغ الصراع الحضاري الحاصل حاليا صبغة الصراع المسيحي الإسلامي لهو تجني كبير على الديانتين. فهل الله سبحانه وتعالى أنزل هاتين الديانتين السماويتين لكي تتصارعان وتتنازعان أم لكي تكملان بعضهما البعض لزرع الإيمان الصحيح بنفوس البشر سعيا نحو الهداية والصلاح في الدنيا والآخرة؟ إن هذه الصبغة التي يراد طرحها على عموم الناس لا تريد سوى استمرار هذا الصراع الدامي وابقاء التوتر والشك ما بين المعسكرين. ومن يتأمل صفحات التاريخ جيدا، سيجد أن المقارنة بمسألة ثقة كل حضارة من هاتين الحضارتين لا تميل إطلاقا لصالح الغرب الذي يصف نفسه بالمسيحي، فقد أثبت كبار المؤرخين الغربيين المعاصرين الإسبانيين وكذلك رموز التأريخ الإنساني والاجتماعي مثل أرنولد توينبي أن الممالك الأسبانية التي اجتاحت بلاد الأندلس قد اضطهدت العرب والمسلمين واليهود ولجأت لتنصيرهم وتعميدهم بالقوة والإكراه، وأطلقت عليهم لقب “الموريسكيين” حتى تعمل على تمييزهم دينيا وعرقيا. بينما من الجهة الأخرى، أكد نفس المؤرخين ومن توينبي أنه لا يوجد دلائل على استخدام المسلمين سياسة الإكراه والإجبار لتغيير ديانة ومعتقدات الشعوب التي فتحوها لاسيما إن كانت تدين بإحدى الديانتين السماويتين السابقتان للإسلام وأكبر مثال على ذلك هي مصر حيث لم تتحول أكثرية الشعب للإسلام إلا بعد ما يزيد على 300 عام وحدث هذا التحول -كما تذكر المراجع التاريخية الغربية- بشكل هاديء وبناء على قناعات ذاتية للناس. أما مقولة “انتشار الإسلام بحد السيف” فهي مقولة متهافتة ولا تستند على أساس ولا تفرق بين مواجهة الأباطرة والملوك الذين كانوا يقفون بوجه إبلاغ الرسالة للناس عامة وبين القسر والإكراه كما عمدت بذلك الكنيسة الكاثوليكية في روما.ولكي ندحض نظرية الصراع الديني ما علينا سوى النظر لحال مسيحيي الشرق حاليا وعلى مر التاريخ. فهل هناك ما يثبت أنهم تعرضوا لقمع أو مجازر -لاسمح الله- أو أي انتهاكات وهم في بلدانهم الشرقية؟ ويحضرني بهذا الإطار سلسلة المحاضرات التي ألقاها المفكر د. محمد سليم العوا حول الفتح الإسلامي لمصر حيث اعتمد بشكل شبه كامل على مراجع قبطية وغربية مثبتة بشكل علمي بأن المسلمين عند دخولهم لمصر حافظوا على الكنائس والأديرة ولم يمسوها بسوء، بينما يذكر المؤرخون الغربيون أن الحكم الروماني لمصر سام الأقباط أبشع أنواع القهر الديني لأنهم أرادوا تحويل الكنيسة الشرقية الأرثوذوكسية في مصر إلى الكاثوليكية ولو بالقوة وتعرض المطارنة والقساوسة والشمامسة لكافة أنواع التعذيب المادي والمعنوي من قبل الحاكم الروماني وتعرض بعضهم للطرد القسري وفضل بعضهم النفي الطوعي على الانصياع لرغبات روما. والتاريخ بهذا الجانب مليء بالوثائق والوقائع التاريخية المثبتة. وخذ كذلك بالتاريخ الوسيط ما قام به الناصر صلاح الدين بالحروب الصليبية من احترام للكنائس والأديرة رغم قتاله للصليبيين إلى درجة أن كثيرا من المسيحيين الشرقيين قاتلوا الصليبيين دفاعا عن أوطانهم لكي لا يدنسها هؤلاء القادمين من الغرب الذين كالوا لصلاح الدين بعد أن هزمهم مديحا وذكروا سيرته باحترام غير مسبوق لهذا السبب. وبالتالي فإن إسقاط ضعف المسلمين على الإسلام أمر غير مقبول تماما، وإسقاط عدوان وإمبريالية المسيحيين الإنجليكانيين على المسيحية أمر غير وارد لا منطقيا ولا واقعيا. فالحقيقة التي لا مفر منها أن الغرب الذي تنامت قوته مع بداية عصر النهضة والانقلاب الصناعي بدأ يبحث عن التمدد والتوسع لكي يعمل على الحصول على الموارد اللازمة لتحريك آلته الصناعية الجرارة، فوجد بالشرق بعد ضعف امبراطورياته في الدولة العثمانية والامبراطورية المغولية بالهند والدولة الصفوية بإيران، وجد موطيء قدم لكي ينتشر بجسد الشرق شيئا فشيئا. ولقد اتبع بذلك -ممثلا ببريطانيا العظمى- من التجارة وفرض فتح السوق المحلي والتبادل التجاري وسيلة لتحقيق أغراضه بالاستئثار بخيرات هذه المناطق.

السلسلة مكونة من 3 اجزاء


الحلقة الأولى: التمرد
وتتحدث عن الانتفاضة التي وقعت بالهند عام 1857، وكيفية انتقال الحركة الوهابية إلى الهند بالقرن الثامن عشر وانتهاء الأمر بإعلان الجهاد ضد الامبراطورية البريطانية التي تستعمر الهند
الحلقة الثانية: السودان
وتسلط الضوء على الحركة المهدية وانتفاضتها على المستعمر البريطاني بدءا من عام 1880. وهي مثال صارخ على تضارب وتعارض الحضارتين المسيحية الغربية والإسلامية ووقوع التوتر والنزاع المحتوم. وانتهاء الأمر بمقتل أهم قائد عسكري بريطاني بتلك المرحلة تشارلز جوردون، ثم وفاة الإمام محمد بن أحمد المهدي وضعف الحركة المهدية بعد وفاته مما سهل على البريطانيين القضاء على الدعوة المهدية بعد ذلك.

الحلقة الثالثة: فلسطين
وتتحدث الحلقة الثالثة والأخيرة عن حقيقة فكر القادة البريطانيين الذين قرروا الهجوم على فلسطين واحتلالها باعتبارها “الأرض المقدسة” بالنسبة لهم. فما هي حقيقة فكر آرثر بلفور صاحب الوعد الشهير، وما هي خلفيات مارك سايكس الحقيقية وهو من رسم ونفذ اتفاقية سايكس-بيكو لتقسيم الوطن العربي. ثم تتمعن الحلقة بالتحول الديني المعقد ما بين المسيحية والصهيونية وتسليم فلسطين لليهود لتنفيذ نبوءتهم الدينية لليهود أولا، ثم للتخلص من تعقيدات “المسألة اليهودية” في أوروبا ثانيا

تم بحمد الله

حقوق غلاف الاسطوانة محفوظة  فقط لفارس الاسطوانات

نرجوا ابداء آرائكم على صفحتنا فى الفيسبوك


ترقبوا معنا كل الحصريات
أخوكم فى الله  فارس الاسطوانات

يهمك أيضًا

Scroll to Top