لقد حان الوقت لشيء أفضل من الـ PDF

لقد حان الوقت لشيء أفضل من الـ PDF

لقد حان الوقت لشيء أفضل من الـ PDF

سواء كنت طالبًا، موظفًا، أو حتى ربة منزل، فمن المؤكد أنك تعاملت مع ملفات PDF في مرحلة ما. هذا التنسيق الذي صمد لسنوات طويلة أصبح بمثابة “الزومبي الذي لا يموت” في عالم المستندات الرقمية. وعلى الرغم من أنه كان له يومه، إلا أنه يسبب مشاكل لا حصر لها على الشاشات الحديثة، ومع ذلك لا تزال الجهات الحكومية والمؤسسات ترسل لنا كل شيء بهذا التنسيق.

لقد حان الوقت لشيء أفضل من الـ PDF

زومبي المستندات الرقمية

هل شعرت يومًا بالبؤس الرقمي عند محاولة فتح ملف PDF مكون من 57 صفحة على هاتفك؟ غالبًا ما تجد نفسك مضطرًا للتكبير والتصغير، في محاولة يائسة لفك شفرة نصوص صغيرة لا يزيد حجمها عن 8 نقاط، وكأنها خرجت للتو من آلة فاكس. هذه التجربة المألوفة تحدث لأن ملفات PDF ترفض أن تموت!

تم إنشاء PDF في الأساس لتوفير تصميم ثابت وغير قابل للتغيير للمستندات المخصصة للطباعة. لم يكن الهدف منه أبدًا أن يكون الطريقة التي نستهلك بها المستندات على الشاشة. لهذا السبب، فإن قراءة ملف PDF على هاتف ذكي هو أمر محبط؛ كأنك تحاول قراءة كتاب كبير الحجم بينما أنت نصف أعمى، مستخدمًا عدسة مكبرة لفحص بضع سنتيمترات مربعة من الصفحة في كل مرة.

ومع ذلك، لا يزال البنك يرسل كشوفاته الشهرية بصيغة PDF، والجهات الحكومية ترسل لك مستنداتها بنفس التنسيق. حتى إذا اشتريت كتابًا إلكترونيًا أو مجلة رقمية تحتوي على أكثر من مجرد نصوص، فمن المحتمل أن تكون بصيغة PDF. إنه تنسيق لا يتناسب مع طريقة قراءتنا للمستندات هذه الأيام، مما يجعله مصدرًا لا ينتهي للإحباط.

لماذا لا يزال الـ PDF منتشرًا؟

على الرغم من أن عالم الكمبيوتر يتطور بسرعة، إلا أن بعض الأشياء يصعب التخلص منها. لا تزال بعض الشركات والوكالات الحكومية تستخدم أقراص مرنة (Floppy Disks)، لأن الأنظمة التي تعمل عليها لها عمر افتراضي طويل جدًا، أو أن استبدالها سيكون مكلفًا للغاية.

وبالمثل، يتمتع PDF ببعض الميزات التي تجعل من الصعب استبداله بأي شيء آخر:

  • تنسيق ثابت: يوفر PDF طريقة موثوقة لضمان أن المستند يبدو بالضبط كما أراده المنشئ.
  • تنسيق غير متصل بالإنترنت: يسهل تخزينه وأرشفته دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.
  • معيار عالمي: يُعد المعيار الفعلي لأرشفة المستندات، خاصة السجلات الرسمية والقانونية.
  • التوافق: القدرة على قراءة ملفات PDF متوفرة في كل مكان تقريبًا.

قد يبدو هذا رائعًا، فلماذا نشكو؟ الإجابة تكمن في المشاكل الكبيرة التي يسببها.

لقد حان الوقت لشيء أفضل من الـ PDF

المشاكل الرئيسية لملفات PDF

كما ذكرت، صُممت ملفات PDF للطباعة، وليس للعرض على الشاشة. يوجد اليوم عدد لا حصر له من الشاشات التي نستخدمها يوميًا، بأحجام ودقات مختلفة. بما أن ملفات PDF لا تستطيع التكيف مع الشاشة التي تُعرض عليها، على عكس الموقع الإلكتروني الذي تقرأه الآن، فهذا يعني أنك ستضطر إلى التمرير والتكبير باستمرار لقراءة المستند.

عندما كنت أعمل في الأوساط الأكاديمية، كان عليّ التعامل مع أكوام من ملفات PDF، خاصة أوراق المجلات العلمية. كانت الطريقة الوحيدة للقيام بذلك بكفاءة هي استخدام شاشتي الثانية بحجم 27 بوصة في وضع رأسي (Portrait)، مما سمح لي بعرض صفحة كاملة بحجم مريح دون الحاجة إلى التمرير.

المشكلة الكبرى الأخرى هي أن ملفات PDF سيئة للغاية إذا كنت تريد تحريرها أو إضافة تعليقات عليها، وخاصة إذا كنت تريد التعاون مع آخرين. إنه تنسيق مقبول لمستند وصل إلى شكله النهائي، ولكن لا شيء يملؤني بالرعب مثل استلام ملف PDF مع طلب تعديله.

الأسوأ من ذلك هي ملفات PDF التي ليست مستندات رقمية حقيقية، بل مجرد نسخ ضوئية (scanned) من مستندات ورقية تم وضعها داخل ملف PDF. في هذه الحالة، لا يمكن تحديد النص إلا عبر تقنية التعرف الضوئي على الحروف (OCR)، والتي غالبًا ما تكون مليئة بالأخطاء.

أضف إلى ذلك إمكانية احتواء ملفات PDF على برامج ضارة (على الرغم من أن هذا لم يعد شائعًا)، أو أن حجم الملف قد يكون ضخمًا للغاية إذا لم يكن المنشئ حذرًا، وستدرك لماذا حان الوقت لنقول وداعًا.

ما الذي نحتاجه من “مستند محمول”؟

إن الفكرة وراء “تنسيق المستندات المحمولة” ليست سيئة، ولكن عندما تم إنشاؤها في أوائل التسعينيات، لم يكن أحد يتوقع عالم الأجهزة الحاسوبية بعد ثلاثة عقود. ما نحتاجه اليوم من “مستند محمول” يتعارض تمامًا مع ما تقدمه ملفات PDF.

إليكم ما أود الحصول عليه شخصيًا من تنسيق بديل:

  • الاستجابة (Responsiveness): يجب أن يعمل على كل حجم شاشة.
  • إمكانية الوصول (Accessibility): دعم مدمج لقارئات الشاشة وهيكل مناسب.
  • قابلية البحث (Searchability): يجب أن يكون النص حقيقيًا وقابلًا للفهرسة والنسخ.
  • التعاون: إمكانية التحرير والتعليق والاقتراحات في الوقت الفعلي.
  • دعم الأرشفة: أن يكون مستقرًا بمرور الوقت، وموحدًا، وقابلًا للقراءة البشرية إذا لزم الأمر.
  • مفتوح وقابل للتشغيل: بدون قيود أو تبعيات احتكارية.

بدائل محتملة لـ PDF

الحقيقة هي أنه لا يوجد “قاتل” واحد لـ PDF حاليًا. كان البعض يرى أن ملفات EPUB ستكون هي الحل، لأنها تقوم بإعادة ترتيب المحتوى ليتناسب مع الشاشة. لكن عمليًا، لم تنجح الفكرة بشكل كامل، وتعمل EPUB بشكل أفضل مع المستندات النصية مثل الروايات.

باستخدام تقنيات مثل HTML وCSS، يمكن إنشاء مستندات ديناميكية تبدو رائعة على أي شاشة. لكن المشكلة هي أنها لا توفر مستندًا “ثابتًا للطباعة”، وهو أمر مهم للاستخدامات الرسمية.

لذلك، يجب أن نقبل أنه لا يمكن أن يكون لدينا تنسيق واحد يفعل كل شيء بشكل مثالي. يجب أن نتخلى عن هوس التحكم المطلق في التنسيق، والأهم من ذلك، يجب على المؤسسات الكبرى التي تتمسك بملفات PDF أن تساعد الجميع بنقل هذا التنسيق العتيق إلى سلة المهملات الرقمية.

سؤال وجواب حول ما هو أفضل من الـ PDF

ج1: المشاكل الرئيسية هي أن ملفات PDF لا تتكيف مع أحجام الشاشات المختلفة (خاصة شاشات الهواتف)، وتسبب صعوبة كبيرة في التحرير أو إضافة التعليقات أو التعاون، كما أن بعضها يكون مجرد صور ممسوحة ضوئيًا للنص، مما يجعل النص غير قابل للتحديد أو النسخ.

ج2: السبب هو أن ملفات PDF توفر تصميمًا ثابتًا وموثوقًا للطباعة، وهي تنسيق عالمي متوافق مع جميع الأجهزة، كما أنها تُعتبر معيارًا فعليًا لأرشفة المستندات الرسمية والقانونية.

ج3: يجب أن يكون التنسيق البديل سريع الاستجابة (يعمل على جميع أحجام الشاشات)، ويدعم إمكانية الوصول لقارئات الشاشة، ويكون النص فيه قابلًا للبحث والنسخ، وأن يدعم التعاون بين المستخدمين، بالإضافة إلى كونه مفتوح المصدر ويدعم الأرشفة.

ج4: لا يوجد “قاتل” واحد لملفات PDF حاليًا. هناك بدائل مثل EPUB وHTML وMarkdown، ولكن كل منها له عيوبه ولا يغطي جميع الميزات التي توفرها ملفات PDF، خاصة فيما يتعلق بضمان التنسيق الثابت للطباعة.

Scroll to Top